جرت بعد ظهر اليوم الاثنين مراسيم دفن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون في مزرعته في النقب بمراسم عسكرية واحتياطات أمنية وبحضور معظم المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الدولة شمعون بيرس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وممثلين عن السلك الدبلوماسي الأجنبي.
وسار موكب الجنازة الذي تقدمته سيارات عسكرية، بينها سيارة حملت التابوت وبداخله جثمان شارون، من مقر الكنيست في القدس ومرورا بموقع اللطرون شمال المدينة ومن هناك إلى مزرعة شارون حيث دفن إلى جوار زوجته في موقع يطلق عليه تلة شقائق النعمان.
وأقامت إسرائيل بالمناسبة حفل تأبين لشارون، وذلك بحضور وفود من 16 دولة على رأسهم جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وألقى كل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلمات خلال مراسم التأبين التي أقيمت أمام البرلمان (الكنيست) أثنيا فيها على شارون، فوصفه بيريز بأنه قائد 'يعرف كيف يفوز'، وقال نتنياهو مستخدما لقب شارون 'إريك يفهم أنه فيما يتعلق بمسألة الوجود والأمن يجب أن نقف صامدين ونحن نتمسك بهذه المبادئ'.
وحمل نعش شارون ثمانية من أعضاء هيئة الأركان العامة، وفي مقدمتهم نائب رئيس الأركان غادي أيزنكوت.
إجراءات أمنية
وبسبب قرب مزرعة شارون من قطاع غزة فقد نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات القبة الحديدية في مواقع قريبة من المزرعة كما شهدت أجواء المنطقة حركة غير اعتيادية للطائرات المقاتلة، تحسبا لإطلاق صواريخ من غزة.
وقد حذرت السلطات في غزة من السماح بإطلاق صواريخ أثناء تشييع جنازة شارون ودفنه في مزرعته بجنوب إسرائيل التي يشارك فيها بايدن أيضا.
وقال مصدر أمني إن إسرائيل 'أوصلت الرسالة' إلى السلطات في غزة لمنع أي هجوم خلال المراسيم التي ستقام في مزرعة شارون. وأرسلت أجهزة الأمن الإسرائيلية تعزيزات ورفعت حالة الإنذار خشية إطلاق قذائف من غزة. وينتشر في القطاع نظام البطاريات المتحركة المضادة للصواريخ 'القبة الحديدية'.
ورغم الإجراءات الأمنية فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن قذيفتي هاون سقطتا الاثنين في جنوب إسرائيل بدون أن تسببا أضرارا أو ضحايا، بعد جنازة شارون.
وقال الجيش في بيان إن 'قذيفتين سقطتا في منطقة شاعر هانيغيف' إلا أنهما سقطتا في منطقة غير مأهولة. وأوضح المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد أن القذيفتين كانتا تستهدفان مدينة سديروت القريبة من المزرعة التي دفن فيها شارون.
وقد توفي أرييل شارون (85 عاما) السبت الماضي في مستشفى شيبا بتل هشومير قرب تل أبيب، بعد أن عاش في غيبوبة دامت ثماني سنوات بسبب جلطة دماغية خطيرة، قرر معها أبناؤه إبقاءه على قيد الحياة بمساعدة طبية.
يشار إلى أن شارون بدأ مسيرته بالعمل في الأربعينيات ضمن عصابات الهاغاناه الصهيونية، ثم شارك في معظم حروب إسرائيل التي خاضتها مع دول عربية عدة.
واشتهر شارون أيضا بأنه مهندس الاستيطان المكثف في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومخطط الحرب على لبنان عام 1982 التي أطلق عليه بسببها لقب 'جزار بيروت'، كما وقف وراء مذبحة مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ودفعت تلك العمليات الفلسطينيين والعرب إلى وصفه بأنه مجرم حرب.