احيانا الخسارة ترفع من شان اللاعب تماما مثلما حدث اليوم

الكثير من عشاق التنس في العالم سيختلفون اليوم على الموقف الغريب من الاسباني رافاييل نادال المصنف الأول على العالم، بعد ان قرر الاستمرار في المباراة النهائية لاستراليا المفتوحة على الرغم من اصابته، وفي النهاية لم يتوج باللقب.

فريق سيؤكد ان نادال كان بطلا في فيلم النهائي اليوم، والنصف الأخر سيؤكد انه بطلا حقيقيا ان يستمر رغم الإصابة، ولكني سأتحدث  بكل إنصاف عن شخص اعرفه عن قرب وهو رافاييل نادال، لقد تحدثت معه كثيرا وقابلته مرات عدة واعرف الكثير عن شخصيته القتالية والأكثر عن صفاته الشخصية.

هناك شقان سأبرر فيهما لموقف نادال اليوم أمام السويسري فافرينكا الفائز بأول مرة في حياته بلقب للجراند سلام، الأول هو شق نادال الإنسان، فنادال عندما علم بالإصابة التي أحلت به في بداية المجموعة الثانية من المباراة كان يعي جيدا انه لن يستطيع الفوز بهذه المباراة، ولكنه في نفس الوقت لم يرغب في افساد فرحة منافسه الذي كان يقترب جدا من تحقيق حلم اي لاعب تنس وهو الفوز بلقب من القاب البطولات الأربع الكبرى.

فلو إنسحب نادال من البطولة في بداية المجموعة الثانية لكانت فرحة السويسري لم تكتمل في لعب مباراة كاملة وتتويج في نهايتها بلقب غالي وعزيز وصعب تكراره، وناحية اخرى فكر فيها نادال هي الجماهير التي تنتظر هذه المباراة في الملعب وامام شاشات التلفاز في كل انحاء العالم، وايضا الكثير من الرعاة الذين ضخوا اموالا كثيرة في هذه البطولة، فكان التصرف يدل على لاعب محترف واعي في كل تصرفاته وايضا انسانا يقدر مشاعر الأخرين.

والشق الثاني هو شق البطل، وهو الشبح الذي يركض دائما خلف نادال في كل مبارياته، للحظة واحدة فكر الماتادور الاسباني ان يترك المباراة، ولكنه أيقن في نفس التوقيت ان الاصابة لن تمنعه من تقديم مستوى رائع والإستمرار في المباراة، فنادال قرر استكمال المباراة لآن التنس هو عشقه الأول، فلا يستطيع ان يكون في نهائي مثل استراليا المفتوحة ولا يستكمله حتى لو اختلطت دموعه بقطرات العرق كما شاهدنا في المجموعة الثانية.

في النهاية ان أؤكد ان نادال لم يكن ممثلا في المباراة، وما فعله كله من البداية للنهاية لا تنم إلا انه بطلا كبيرة واسطورة في لعبة التنس وانه يوما بعد يوم يحفر اسمه في عالم اساطير الرياضة بحروف من ذهب، بل واؤكد ايضا اننا جيلا محظوظا اننا عشنا في وقت شاهدنا فيه بطلان مثل المايسترو السويسري روجر فيدرر والماتادور الاسباني رافاييل نادال.