منتدى العالم
وقع الرئيس التونسي ورئيس الوزراء المنتهية ولايته ورئيس المجلس التأسيسي في تونس يوم الاثنين على الدستور الجديد للبلاد في خطوة أساسية تعزز التحول الديمقراطي بمهد الربيع العربي الذي أصبح ينظر اليه كنموذج في المنطقة.
التوقيع على الدستور يأتي يعد يوم واحد من المصادقة عليه وإعلان رئيس الوزراء المكلف مهدي جمعة تشكيل حكومة مستقلة ستقود البلاد الى انتخابات هذا العام.
وقال رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر في خطاب أثناء مراسم التوقيع "لم يكن طريقنا سهلا للوصول لهذه اللحظة فقدنا على الطريق شهداء ولكننا ربحنا دستورا يبني للحرية والكرامة."
الحفل حضره ضيوف من تونس وخارجها من بينهم رئيس البرلمان البرتغالي والجزائري والمغربي ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي.
وعقب التوقيع على الدستور تعالت الزغاريد في مقر المجلس التأسيسي ولوح رئيس الجمهورية منصف المرزوقي ورئيس الوزراء المستقيل علي العريض وبن جعفر بعلامة النصر وهم يرفعون الدستور في أيديهم بينما كان المرزوقي يقبل الدستور الجديد للبلاد. وقال المرزوقي "هذا يوم أغر في تاريخ تونس.. هذا اليوم نحتفل به باكتمال انتصارنا على الديكتاتورية.. نحن حكومة ومعارضة أقلية وأغلبية بمختلف توجهاتنا نحتفل بهذا الانتصار." واختتم المرزوقي خطابه رافعا علامة النصر ومرددا شعار "أوفياء أوفياء لدماء الشهداء". من جهته قال العريض إنه واثق من ان تونس تسير نحو الديمقراطية رغم الهزات والصعوبات التي قد تطرأ من حين لآخر.
لكن رغم الانتهاء من الدستور واعلان حكومة مستقلة فان الطريق لايزال شاقا أمام تونس للخروج من الفترة الانتقالية الاخيرة وتكريس الديمقراطية حيث تواجه الحكومة المقبلة عدة تحديات من بينها مواجهة جماعات دينية متشددة وانعاش الاقتصاد الهش وتوفير مزيد من فرص العمل للشبان اليائسين.
لكن التصويت على الدستور الثاني لتونس كان من أكثر اللحظات تأثيرا منذ الاطاحة بالرئيس السابق زبن العابدين بن علي قبل ثلاث سنوات في انتفاضة انتقلت شرارتها الى مصر وليبيا واليمن وسوريا
وعبرت كاترين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي عن ارتياحها لمصادقة تونس على دستورها الجديد ووصفته "بانه يمثل تقدما مهما في المسار الانتقالي الديمقراطي للبلاد
واضافت "ان الدستور الجديد يدعم الحقوق الاساسية للمواطنين والمواطنات ويحميها كما يضفي الشرعية الديمقراطية على مؤسساتها
وينظر خبراء ودبلوماسيون غربيون الى الدستور التونسي الجديد على انه دستور ليبرالي. وتنازل الإسلاميون الذين يسيطرون على أغلب مقاعد المجلس التأسيسي في تونس عن اعتماد الشريعة الإسلامية كمصدر اساسي للتشريع.
وعبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن ارتياحه "للمرحلة التاريخية التي تخطتها تونس يوم الاحد عبر المصادقة على الدستور الجديد. وقال بان كي مون في تصريح صادر عن مركز الاعلام للامم المتحدة بتونس يوم الاثنين "ان النموذج التونسي يمكن ان يكون مثالا للشعوب الاخرى المتطلعة للاصلاح وانه يشجع الفاعلين السياسيين بتونس على ضمان مرور المرحلة الانتقالية المقبلة بشكل سلس وشفاف وبمشاركة كل الاطراف."
وفي تونس لم يخف كثير من التونسيين ابتهاجهم بالمصادقة على دستور جديد في البلاد وميلاد حكومة مستقلة.
وقال المحلل السياسي خالد عبيد "التونسيون اليوم استعادوا ثقة فقدوها منذ 14 يناير 2011 ."
وفي الشارع كانت الارتياح باديا على وجوه كثير من التونسيين ففي ساحة باستور بالعاصمة قالت اسماء الحبيب وهي موظفة ببنك بينما كانت امام بائع صحف "هذا اليوم يذكرنا بيوم 14 يناير 2011.. لقد غابت عنا الفرحة وهي تعود اليوم انا متأثرة جدا."
واضافت بينما كانت تنظر الى عناوين الصحف المحلية "منذ ثلاث سنوات اليوم اول مرة ارى التونسيين كلهم متحدين بعد رؤية دستورهم وحكومتهم الجديدة في نفس اليوم.. انها ثورة جديدة" قبل ان يقاطعها بائع الصحف قائلا انها ليست ثورة جديدة بل ان التونسيين يجنون ثمار ثورتهم التي طالت.
وارتفعت سوق الأسهم التونسية 1.7 بالمئة يوم الاثنين في مؤشر على ثقة المستثمرين بعد أن وافق المجلس التأسيسي على دستور جديد للبلاد وقيام رئيس الوزراء بتشكيل حكومة خبراء جديدة.
-جميع الحقوق محفوظة-