انور زياية
عدد المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 11/03/2014
| موضوع: توأمة درامية 2014 13/3/2014, 19:26 | |
| فجر يعقوب توأمة درامية
النسخة: الورقية - دولي الأحد، ٩ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
ليس سهلاً توصيف أي مسلسل ينتمي إلى البيئة الشامية التي درجت عليها الدراما السورية في أوقات سابقة على رغم الخفة الشديدة التي تطرقت إلى هذه البيئة، معالجة وسرداً، عبر إنشاء مواسم ملحقة بها تناوب عليها مخرجون كثر وضاعوا في مجاهلها من دون أن يتناولها النقد الفني بصرامة كانت متوخاة حتى عهد قريب. الأكيد أن «الأيام الشامية» لن تتوقف عن طرح هموم كتابها ومخرجيها على الجمهور، فهي في جانب منها تخضع لسوق العرض والطلب مثل أي تجارة رابحة، وإن تغطت بالأمثال ومحاولات إضفاء قيم أخلاقية ضائعة عليها بهدف التوكيد على أنها ليست غريبة عن المجتمع الذي تنتسب إليه. فمع المغالاة بهذه المحاولات ضاعت القراءات الحقيقية التي كان يمكن استشفافها من كل تلك المعالجات الدرامية التي لم تتوقف منذ عقدين، وليس أكيداً أنها ستتوقف طالما أن الفضائيات تبحث عنها لتملأ الوقت في ذروته على مدار ساعات اليوم الذي تركن إليه. المشكلة ربما لم تعد تكمن في الظاهر الذي تنتمي إليه هذه المطولات الدرامية التي لا تنتهي، إذ تعوّد عليها جزء كبير من جمهور المشاهدين الذي يمكنه بكل بساطة أن ينام ويصحو عليها من دون شعوره بحدوث تغييرات كبيرة في معظم النصوص التي قدمت حتى الآن بوصفها معالجات «ذكية وعلى درجة عالية من الاحتراف»، لا بل صار ممكناً الخلط بين «كاريكترات» مستلة من هذا المسلسل أو ذاك يلعبها «نجم» واحد، فتضيع الفرادة التي يتوخاها المبدع من وراء عمله. وربما تمكن «شيطنة» التلفزيون هنا حين لا يبقى شيئاً من تلك الفرادة التي يحتاجها المرء من إعادة إنتاج شخصية بعينها لتكون محور أحداث معينة يمكن تطويرها داخلياً بدل أن تدور في محيط مغلق ومكرور ولا يمكنها شق الأسوار والإعلان عن نفسها بوصفها مكملاً درامياً أصيلاً لأن خللاً أصابها في آلية تطورها وارتقائها وتركيزها على صناعة الحلول واكتشافها بدل الدوران في المكان ذاته.
واليوم حين نقرأ عن دور التوأم السيامي شفيق ورفيق في مسلسل «بواب الريح» الجديد ويؤديه كل من مصطفى الخاني المعروف بـ «النمس» و«الواوي» في السلسلة الشامية ذاتها مع زميله معن عبد الحق، قد نركن إلى إجابات مبتسرة حول طبيعة «الدورين» الملتصقين في دور واحد نظراً لما تراكم في أوقات سابقة، ولا نعرف ما الذي سيقدمه الدور الذي لم تعرفه الدراما العربية من قبل، كما أعلن عنه صناع المسلسل الذي ترشح عنه أخبار لتخفف حملات الضد التي شهدها بعض هذه المسلسلات حين اتهمت في أوقات سابقة بأنها تعمل على تأزيم شخصياتها. هنا بالضبط سيضيع التعريف المتوخى من هذه الإضافة، فمن قبل كان صعباً تحمل «النمس» الذي يدور على عقبيه في المكان ذاته من دون أن تتطور شخصيته. أما وقد التصق بشبيه له، فلا نعرف كيف سيكون عليه «بواب الريح» الذي يصور الفتنة التي ضربت جبل لبنان ودمشق في القرن التاسع عشر. المصدر | |
|