نسعدُ حين نلتقي بمن نحبُّ، ونرغب في قضاءِ أطولِ وقتٍ ممكنٍ معه. الوداع، وما بين اللِّقاءِ والوداع حياةٌ نقضيها، قد تمتدُّ لسنواتٍ وقد لا تصلُ لدقائقَ عندَ اللقاء تنتابُنا حالةٌ من الارتياحِ الدَّاخلي والمشاعر الجميلة، اللِّقاءُ يرادفه دومًا معدوداتٍ . أجملُ اللَّحظات.. حين نناجي ربَّ الأرضِ والسَّماوات، لحظات تتعدَّدُ صورُها، فهو معنا أينما كنَّا؛ يرانا ولا نراه - سبحانه وجل في علاه - فالصَّلاةُ صلةٌ بين العبد ومولاه، ولحظات الدُّعاءِ ذلٌّ وخشوع ومناجاة، والتوبةُ والعودة بدموعٍ حارة وعبراتٍ منسكبة من أجمل اللَّحظات، وتدبُّر القرآنِ الكريم والعيش مع آياتِه وتدبرها من أروعِ اللَّحظات .
من أجمل اللَّحظاتِ.. العيشُ مع سيرةِ الرَّسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - المبعوث رحمةً للعالمين، من قاسى وعانى من أجلِ نشرِ الدِّين، من كان له الفضلُ علينا بعد فضلِ ربِّ العالمين، من سطَّرَ سيرةً عطرة نرتوي من معينِها في كلِّ حين، فعليه أفضلُ الصَّلاةِ وأتمُّ التسليم.
من أجملِ اللَّحظاتِ..
العيشُ مع سيرة الأوَّلين من الصَّحابة الأجلاَّء والتَّابعين العظماء، دراسةً لحياتِهم ومواقفهم الخالدة التي سطَّرها التَّاريخُ، تاريخُ العزِّ والرِّفعة لهذه الأمَّة من أبطالٍ سطَّروا أروعَ المواقفِ البطوليَّة دحرًا لأعداء الدِّين، ونشرًا لهذا الدِّين.
من أجمل اللَّحظاتِ.. العيشُ مع العلمِ الذي يرفع الإنسانَ ويسمو بفكرِه وعقله، العيش ُمع أهلِ العلمِ مجالسةً ومُدارسةً، حضورًا وتعلُّمًا ومراجعةً، العيشُ مع الكتابِ الذي يأخذنا في جولةٍ فكرية نيِّرة في عصورٍ مضتْ وانقضتْ، لأناسٍ رحلوا وبقي علمُهم،
من أجمل اللَّحظات.. لحظاتٌ تلتقي بها مع أحبابٍ لك في الله، تسامرُهم وتلاطفهم، جمعك بهم حبًّا لله وطلبًا لمرضات الله، عون لك في هذه الحياة القاسيةِ, وعون لك على نفسِك الأمَّارةِ بالسُّوء والشَّيطان ووسوسته وكيده، نصحًا ومحبةً وشفقة وأُلفة.
من أجمل اللحظات.. لحظاتٌ غفلنا عنها وتجاهلْناها، لحظاتٌ تختلي بها مع عزيزةٍ عليك وحبيبةٍ لك، هذه العزيزةُ وهذه الحبيبةُ هي نفسُك التي بين جنبيك، هذه النَّفسُ التي تحتاجُ لالتفاتةٍ منك وتحتاجُ لشيءٍ من وقتِك، تراجعُ حساباتِك تشحذُ همتَك وتزيد نشاطَك،تتلمَّسُ ما يرقِّقُها حتَّى لا تقسو، تتلمَّس علاجَها من أمراضٍ قد تصيبها .