بغداد – (ا ف ب) – اعربت فرنسا عن استعدادها لدعم محاربة الارهاب في العراق، في حين قتل 31 شخصا الاثنين في هجمات متفرقة ابرزها هجوما استهدف سوقا شعبية وسط بغداد اسفر عن مقتل 15 شخصا.
وتصاعدت وتيرة العنف الذي ادى الى مقتل اكثر من 150 شخصا خلال الاسبوع الماضي فقط، في موجة تهدد بالعودة الى الصراع الطائفي الذي بلغ اوجه بين عامي 2006 و2008.
ويؤكد المسؤولون العراقيون خطورة تزايد نشاط تنظيم القاعدة بسبب النزاع الدامي في سورية الذي وفر للجهاديين اوكارا للتخطيط لتنفيذ عملياتهم الارهابية.
وفي احدث الهجمات قتل 15 شخص واصيب 18 اخرين بانفجار عبوة ناسفة وسط سوق الصدرية الشعبي وسط بغداد، بحسب مصادر امنية واخرى طبية.
وتعرض سوق الصدرية الى تفجير دام في نيسان/ابريل 2007 اسفر عن مقتل 140 شخصا، وعلى اثرها قررت السلطات اغلاق الشارع امام السيارات منذاك الحين.
وقتل 11 شخصا في هجمات متفرقة بينها انفجار سيارة مفخخة في بغداد ومناطق اخرى ذات غالبية سنية شمال العراق، ما يرفع عدد ضحايا اعمال العنف في عموم العراق الى اكثر من 5900 شخص خلال هذا العام.
وقتل اربعة شرطيين واصيب عشرة بينهم ثلاثة من الشرطة في انفجار سيارة مفخخة عند مقر للشرطة في منطقة بوب الشام، الى الشمال الشرقي من بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية.
وقتل احد عناصر الصحوة واصيب اربعة بجروح في انفجار عبوة ناسفة في جنوب غرب بغداد، وفقا للمصادر.
وساهم عناصر الصحوة منذ تشكيل هذه القوة نهاية 2006، بالوقوف الى جانب القوات الامريكية والعراقية في محاربة تنظيم القاعدة، الامر الذي ساعد في الحد من العنف بشكل كبير.
كما قتل الاثنين في هجمات متفرقة في بغداد خمسة اشخاص بينهم احد العاملين في وزارة العدل.
وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قال ضابط في الشرطة برتبة نقيب ان “شخصا قتل بانفجار عبوة لاصقة وضعت على سيارته في ناحية القيارة الى الجنوب من الموصل”.
وتؤكد الحكومة والقوات الامنية ان المداهمات والعمليات الامنية التي تنفذ في غرب وشمال البلاد تساهم في الحد من العنف.
فيما يقول دبلوماسيون ومحللون سياسيون واخرون من منظمات حقوق الانسان ان السلطات العراقية لا تبذل جهودا كافية لمعالجة اسباب العنف من جذورها خصوصا الاحباط الذي يشعر به العرب السنة في البلاد.
في هذه الاثناء، اعلن السفير الفرنسي في بغداد دوني غوير خلال ملتقى الاعمال والاستثمار العراقي-الفرنسي استعداد بلاده لدعم العراق في حربه ضد الارهاب.
وقال “كما هو حال القادة العراقيين، نحن قلقون من وجود القاعدة في سورية”
واضاف “نحن على اتم الاستعداد لمساعدة العراق في مكافحة الارهاب على مستوى المعدات والتدريب والمعلومات الاستخبارية ومعالجة الجرحى”.
وتابع “انه مجال اضافي نحن على اتم الاستعداد للتعاون فيه مع السلطات العراقية في كل ما تحتاجه”.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول استعداد فرنسا لتزويد العراق بالاسلحة، قال غوير ان “الامر يشمل جميع القطاعات”.
من جانبه، رحب نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني بالعرض الفرنسي قائلا “اكيد نرحب بذلك، لان العراق في طليعة الدول التي تتصدى للارهاب في العالم ويجب ان يصطف العالم ليس فرنسا فقط، الى جانبه”.
واضاف ان “من اهم مقومات التصدي للارهاب القضاء على البؤر الارهابية في سورية التي هي مصدر قلق ليس للشعب السوري والمنطقة وانما للعالم”.
ويتقاسم العراق وسورية حدودا مشتركة بطول 600 كلم، الا ان المعارك تتركز على شرق هذا الخط الفاصل بين البلدين.
ودفع استمرار العنف رئيس الوزراء نوري المالكي الى مناشدة المجتمع الدولي المساعدة في محاربة الارهاب الذي بلغ اسوأ معدلاته منذ 2008.
وتزامنت الهجمات الاخيرة في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في الثلاثين من نيسان/ابريل المقبل
المصدر : القدس