nezha maroc
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 01/12/2013
| موضوع: أركان الصلاة 1/12/2013, 02:29 | |
| بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتمنى أن تكونوا في اتم صحة وعافيــــــــــة،، وأوقاتكم عامرة بالطاعة، أركان الصلاة
الحمد لله فالق الحب والنَّوى، وخالق العبد وما نوى، المطَّلع على باطن الضمير وما حوى، بمشيئته رشد من رشد وغوى من غوى، وبإرادته فسد ما فسد واستوى ما استوى، صرف من شاء إلى الهدى وعطَف مَن شاء إلى الهوى.
أحمدُه سبحانه على إحسانه، وأشكرُه على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك وأنعم عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه.
أما بعد:
فإن أفضل ما قام به العبد في هذه الدنيا أن يتفقه في دين الله - عز وجل - وأن يتدارَس أحكام هذه الشريعة الغراء، وألا يشغله شاغلٌ عن الله - عز وجل - والدار الآخِرة.
وتعلُّمُ فقه الصلاة من أجلِّ أبواب الفقه؛ لأن الصلاة عماد الدين، والركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتَين، وأول ما يُحاسب عليه العبد من عمله، فإن صلحت فقد أفلح وأنجَح، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ أول ما يُحاسَب به العبدُ يومَ القيامةِ من عمله صلاته، فإن صَلَحَت فقد أفلح وأنجح، وإن فسَدت فقد خاب وخسر))[1] الحديث.
والصلاة لها أركان وشروط وصفة تؤدَّى بها، وسنَتكلَّم فيما يلي عن أركان الصلاة، أعانَنا الله ووفقنا لما فيه خير الدنيا وسعادة الآخِرة.
أولاً: تعريف الركن:
الركن لغة:
ركنُ الشيءِ: جانبه الأقوى، والركن: الناحية القوية، وما تقوى به من ملك وجندٍ وغيره، وبذلك فُسِّر قوله - عز وجل -: ﴿ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ﴾ [الذاريات: 39]، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ ﴾ [الذاريات: 40]؛ أي: أخذْناه وركنه الذي تولى به، والجمعُ أركان وأركن، أنشد سيبويه لرؤبة: وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شَدِيدُ الأَرْكُنِ.
وركن الإنسان: قوته وشدَّته، وكذلك ركن الجبلِ والقصر، وهو جانبه، وركن الرجل: قومه وعدده ومادَّته، وفي التنزيل العزيز: ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ [هود: 80]، قال ابن سيده: وأراه على المثل، وقال أبو الهيثم: الركن: العشيرة، والركن: الأمر العظيم، وفي بيت النابغة: لا تَقْذِفَنِّي بِرُكْنٍ لا كِفَاءَ لَهُ.
وقيل في قوله تعالى: ﴿ أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾: إنَّ الركن القوة، ويقال للرجل الكثير العدد: إنه ليأوي إلى ركنٍ شديد، وفلان ركن من أركان قومه؛ أي: شريف من أشرافهم، وهو يأوي إلى ركن شديد؛ أي: عزٍّ ومَنَعة، وفي الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ويرحَمُ الله لوطًا، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد))[2]؛ أي: إلى الله - عز وجل - الذي هو أشدُّ الأركان وأقواها، وإنما تَرحَّمَ عليه؛ لسهوهِ حين ضاق صدره من قومه حتى قال: ﴿ أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾، أراد عزَّ العشيرة الذين يستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط، وجبل ركين: له أركان عالية، وقيل: جبلركين: شديد، وفي حديث الحساب: ((فيُقالُ لأركانه: انطِقي))[3]، أي: لجوارحه، وأركان كل شيء: جوانبه التي يَستنِد إليها ويقوم بها[4].
والرُّكنُ بضم أوله وسكون ثانيه: جمعه أركان وأركُن، الجانب الأقوى من الشيء، وأركان الكعبة: ملتقى كل جدارين فيها، الركنان: الركن اليماني والركن الأسود من الكعبة المُشرَّفة[5].
الركن اصطلاحًا: أحد الجوانب التي يستند إليها الشيء ويقوم بها، وجزء من أجزاء حقيقة الشيء، يقال: ركن الصلاة وركن الوضوء[6].
وقال الكفوي: ركن الشيء ما لا وجود لذلك الشيء إلا به، من التقوُّم إذ قوام الشيء بركنه، لا من القيام، وإلا يلزم أن يكون الفاعل ركنًا للفعل، والجسم للعرض، والموصوف للصفة، وهذا باطل بالاتفاق، ويُطلَق على جزء من الماهية، كقولنا: القيام ركن الصلاة[7].
وقيل: هو الداخل في حقيقة الشيء، المحقق لماهيته.
وقيل: هو: ما يتمُّ به الشيء، وهو داخل فيه.
والماهية هي الحقيقة الكلية المعقولة، وقولهم: إن الركن داخل في الماهية، معناه: أنه جزء من مفهومها، يتوقف تعلقها على تعلُّقِه[8].
الفرق بين الركن والشرط:
إن شرطَ الشيء: ما يتمُّ به الشيء ويتوقف عليه، لكنه خارج عنه؛ فالركوع مثلاً ركن في الصلاة؛ لأنَّ الصلاة تتوقف عليه مع أنه داخل فيها، والوضوء شرط لها؛ لأنها تتوقَّف عليه أيضًا، لكنه خارج عنها[9].
وقال الخطيب الشربيني: والركن كالشرطِ في أنه لا بدَّ منه، ويُفارقه بأن الشرط هو الذي يتقدَّم على الصلاة ويجب استمراره فيها كالطهر والسترِ، والركن ما تشتَمِلُ عليه الصلاة كالركوع والسجود[10].
[1] أخرجه الترمذي في سننه، في كتاب الصلاة، باب: ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة (2: 269)، حديث رقم: (413).
[2] أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ﴾[يوسف: 7]، (4: 150)، حديث رقم: (3387)، ومسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب: زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة (1: 33)، حديث رقم: (238).
[3] أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الزهد والرقاق (4: 2280)، حديث رقم: (2969).
[4] ابن منظور، لسان العرب (13: 185، 186)، ط: دار صادر - بيروت، الطبعة الثالثة 1414 هـ.
[5] انظر: معجم لغة الفقهاء، لمحمد رواس قلعجي وحامد صادق قنيبي (226)، ط: دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، 1408 هـ - 1988 م.
[6] ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر (2: 260)، ط: المكتبة العلمية - بيروت، 1399هـ - 1979م، المعجم الوسيط (1: 370، 371).
[7] الكفوي، الكليات (481)، ط: مؤسسة الرسالة - بيروت. | |
|