"هدف آخر ، هدف أكثر" .. هكذا كان هتاف الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لفريق أتلتيكو مدريد الأسباني خلال مباراة فريقه التي تغلب فيها على بلنسية 3/صفر ضمن فعاليات الدوري الأسباني لكرة القدم أملا في انتزاع الصدارة حتى إذا كان هذا بفارق الأهداف فقط أمام برشلونة حامل اللقب.
ورغم إنهاء برشلونة عام 2013 في صدارة جدول المسابقة بفارق الأهداف فقط أمام أتلتيكو ، كان هذا العام شاهدا على طفرة حقيقية في الدوري الأسباني حيث أسقط أتلتيكو بقيادة سيميوني نظرية الصراع الثنائي على لقب المسابقة وأنه ما من أمل أو إمكانية لمنافسة القطبين برشلونة وريال مدريد على اللقب.
والحقيقة أن أتلتيكو قدم هذا الموسم لوحة كروية رائعة تعتمد على مجموعة متميزة من اللاعبين ومدرب يمكنه قيادة الفريق للصراع مع القطبين الكبيرين ويمكنه كسر قاعدة الصراع الثنائي على اللقب الغالي بناء على ما يقدمه الفريق من جهد وفير وأداء فني عظيم.
وأكد أتلتيكو في 2013 أنه القوة الثالثة الكبيرة في الدوري الأسباني حيث قدم الفريق أداء راقيا وأكد أن له هوية خاصة به وأن هدفه ليس خطف الأضواء والأمجاد من جاره ريال مدريد فقط وإنما للمنافسة بقوة على لقب المسابقة مع الريال وبرشلونة الذي يتألق في صفوفه اثنان من أبرز النجوم في العالم وهما الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا.
وقال سيميوني ، مهندس مشروع أتلتيكو الكروي ، :"ريال مدريد وبرشلونة يقدمان دوري مختلفا. إنها بطولة مملة. علينا الانتظار لعقود جديدة للبث التلفزيوني.. نحن على الطريق الذي نعتقد أنه أكثر عدلا وأكثر واقعية".
ولا يضع سيميوني الأب الروحي للفريق الحالي في أتلتيكو صوب عينيه في الموسم الحالي سوى الفوز باللقب في الدوري الأسباني الذي ظل حكرا في السنوات الماضية على برشلونة والريال.
وعلى مدار 2013 ، مر أتلتيكو بدائرة نضج وتغلب على فترات الإخفاق وحقق العديد من الأرقام القياسية وسطع في صفوفه عدد من النجوم الذين كانوا ضمن اللاعبين المغمورين أو المتواضعين حتى وقت قريب.
وكان سيميوني هو المسؤول الأبرز عن هذا التحول الذي شهده الفريق كما مر أتلتيكو بتاريخين مهمين على مدار 2013 وكان الأول هو الثامن من مايو عندما فاز 3/1 على سلتا فيجو وضمن البقاء في المركز الثالث وحجز مكانه مباشرة في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ موسم 1995-1996 .
أما التاريخ الآخر فكان في السابع عشر من الشهر نفسه عندما تغلب على الريال 2/1 في عقر داره باستاد "سانتياجو برنابيو" ليكون الفوز الأول له على الريال منذ 14 عاما ليتوج بلقب كأس ملك أسبانيا حيث كان هذا الفوز في نهائي البطولة والتي كانت المباراة الأخيرة أيضا للنادي الملكي تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو الذي رحل بعدها عن تدريب الفريق لسوء النتائج وضياع اللقب المتبقي له في الموسم الماضي.
ويمثل أتلتيكو أوضح الأمثلة على ما يمكن أن يسفر عنه ترابط الفريق واتحاد لاعبيه حيث تفوق هذا على الأسماء الكبيرة التي تسطع في نجوم الريال والملايين التي يتقاضاها النجوم الكبار في النادي الملكي.
وجاءت خسارة أتلتيكو في كأس السوبر الأسباني أمام برشلونة دون أن يسقط الفريق في أي من مباراتي الذهاب والإياب حيث فاز برشلونة بقاعدة احتساب الهدف خارج ملعبه بهدفين إثر تعادلهما 1/1 ذهابا في مدريد ثم سلبيا في مباراة الإياب ببرشلونة.
وقدم أتلتيكو في الموسم الحالي أفضل بداية في تاريخه حيث حقق الفوز في أول ثماني مباريات على التوالي بالدوري الأسباني.
وقال جابي قائد الفريق :"عملنا بشكل رائع خلال العام الماضي وفي الموسم الحالي من أجل تقديم أفضل صورة ممكنة. حققنا بعض النتائج الجيدة ونريد الاستمرار في هذا الاتجاه. كل هذا هو ثمرة جهد فريق عظيم".
واعتمد سيميوني في إنجازه أيضا على المهاجم دييجو كوستا الذي قدم عروضا رائعة وأصبح النجم الأول للفريق بعدما نجح في تعويض غياب المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو جارسيا الذي ترك الفريق بنهاية الموسم الماضي وانتقل للاحتراف في فرنسا.
وربما يكون أحد الأسباب في تألق أتلتيكو هذا الموسم هو رغبة عدد من اللاعبين في فرض أنفسهم على منتخبات بلادهم في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ونجح كل من كوستا وكوكي ولويس فيليبي وخوانفران وماريو سواريز وديفيد فيا بالفعل في هذا حيث أكد كل منهم جدارته بالمشاركة في المونديال البرازيلي.
وإلى جانب مزاحمته لبرشلونة في صدارة الدوري الأسباني بفارق خمس نقاط أمام ريال مدريد ، حجز أتلتيكو مكانه في الدور الثاني (دور الستة عشر) لدوري أبطال أوروبا وكان واحدا من أفضل فريقين في الدور الأول للبطولة.
وقال سيميوني :"عندما توليت مسؤولية الفريق ، وجدت فريقا مليئا بالتعقيدات والمشاكل ويتطلع لتحقيق العديد من الأهداف. ركزت في البداية على الناحية الدفاعية. تجاوزنا هذه المرحلة ونركز الآن في الحاضر"