أعلنت الرئيسة الجديدة لجمهورية أفريقيا الوسطى كاترين سمبا بنزا اليوم الثلاثاء أنها ستعين غدا الأربعاء أو بعد غد الخميس أول رئيس وزراء في ولايتها، وذلك عقب يوم من انتخابها خلفا للرئيس المكلف ألكسندر فردينان نغيندت الذي تولى مهامه بتكليف من المحكمة الدستورية خلفا للرئيس المستقيل ميشيل جوتوديا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بنزا (59 عاما) قولها إنها رئيس الوزراء 'سيعين بعد يوم أو يومين'، مؤكدة أنها لا تكن عداء لأحد، وذلك في تصريح عبر إذاعة فرنسا الدولية.
وبينت الرئيسة الجديدة -وهي مسيحية- أنها تبحث عن كفاءات وتريد حكومة تكنوقراط تتمتع باستقامة أخلاقية قوية، فإذا وجدت رئيس وزراء مسلم تتوافر فيه هذه المعايير فلا ترى مانعا من تعيينه.
وكانت بنزا قد فازت في الجولة الثانية من الاقتراع السري الذي أجري في البرلمان أمس الاثنين محرزة 75 صوتا مقابل 53 لأقرب منافسيها ديزيريه كوليغيا، بعد عدم تمكن أي من المرشحين من الحصول على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى التي تنافس فيها ثمانية مرشحين.
مهمة صعبة
وأثناء افتتاحها جلسة انتخاب رئيس جديد، استذكرت رئيسة المجلس الوطني الانتقالي ليا كوياسوم دومتا الظروف التي أدت إلى استقالة الرئيس جوتوديا في العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري، وقالت إن مهمة الرئيس الجديد لن تكون سهلة.
وستتولى الرئيسة الجديدة مهمة إعادة السلم للبلاد وإعادة الحياة إلى إدارة شلت بالكامل، وتمكين مئات آلاف النازحين من العودة إلى منازلهم وتنظيم انتخابات عامة في موعد أقصاه النصف الأول من 2015.
وكان المجلس الانتقالي قد حدد معايير صارمة لانتخاب الرئيس الجديد تقصي كل الذين مارسوا مسؤوليات سياسية أثناء رئاسة الرئيس الانتقالي المستقيل ميشال جوتوديا المنتمي إلى تحالف سيليكا الذي أطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس/آذار الماضي.
وقد اضطر جوتوديا إلى الاستقالة نزولا عند ضغط قادة دول وسط أفريقيا بدعم فرنسا الذين نفد صبرهم على عجزه عن وضع حد للمذابح الدينية في بلاده.
وتعتبر بنزا المولودة في 26 يونيو/حزيران 1954 أول امرأة في تاريخ أفريقيا الوسطى تتولى هذا المنصب، وكانت تشغل منصب رئيسة بلدية بانغي منذ عام 2011، وينظر إليها على أنها مناضلة قوية تتمتع بتجربة سياسية طويلة.
فتح حوار
وأكدت بنزا أثناء مقابلتها أنها ستعمل على فتح الحوار من أجل إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد، مبينة أن كانت لها اتصالات ببعض قيادي سيليكا (حركة التمرد السابقة التي يشكل المسلمون أغلبية عناصرها) ومناهضي بلاكا (المليشيات المسيحية)، نظرا لأنها شغلت منصب عمدة العاصمة بانغي.
وأوضحت أن طرفي النزاع يثقون بها، وأنه أصبح بالإمكان النظر في 'نوعية الحوار الذي يجب أن نفتحه من أجل انفراج الأجواء السياسية والعسكرية'.
وردا على سؤال بشأن مدة الفترة الانتقالية، اعتبرت سمبا بنزا أن 'الجدول الزمني المقرر في فبراير شباط 2015 قابل للتنفيذ'.
غير أنها اعتبرت أن 'التسرع قد يكون مضرا بسبب (مخاوف) من الاحتجاج على نتائج' الانتخابات، مؤكدة أن 'الإدارة منهارة تماما، ومشكلة الحالة المدنية حساسة جدا في الوقت الراهن، في حين أعربت فرنسا عن الأمل في إجراء الانتخابات قبل نهاية 2014.
وانزلقت أفريقيا الوسطى إلى الفوضى بعد سيطرة متمردي حركة سيليكا -ومعظمهم من المسلمين- على السلطة منذ نحو عشرة أشهر بعد الإطاحة بنظام الرئيس بوزيزي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات من القتلى وتشريد مئات الآلاف في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4.5 ملايين نسمة.
وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي تصاعد العنف بعد أن شنت المليشيات المسيحية هجمات انتقامية على قوات سيليكا، مما أثار المخاوف من انتشار الصراع في جميع أنحاء البلاد.