بدأت الرئيسة المؤقتة لأفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا بمعية رئيس الوزراء المكلف أندري نزابايكاي اليوم الأحد في إعداد خطة لإحلال السلام الذي ستسعى الحكومة المقبلة للتعجيل بتنفيذه في ظل استمرار أعمال العنف الطائفية بين مقاتلين مسلمين ومسيحيين.
وقال أندري نزابايكاي -وهو الرئيس السابق للبنك الأفريقي للتنمية- إن الأولوية القصوى الآن تتمثل في وضع حد لأعمال العنف والفوضى التي تعصف بالبلاد، مضيفا أنه سيتحاور مع كل الأطراف وسيشكل فريقا ستوكل إليه مهمة المصالحة الوطنية، حسب تعبيره.
وأوضح رئيس الوزراء أن حكومته ستشرع الأسبوع المقبل في اتخاذ خطوات ملموسة من أجل إعادة الأمن والاستقرار للبلاد وإرجاع النازحين الفارين من المواجهات إلى ديارهم.
وأضاف نزابايكاي أن السلطات الجديدة في أفريقيا الوسطى ستسعى للحصول على دعم ومساعدات من المجموعة الدولية في ظل تدهور اقتصاد البلاد الذي نخرته سنوات طويلة من الفساد.
ويأتي تصريح رئيس الوزراء الجديد في وقت تواصلت الأحد أعمال العنف في وسط العاصمة بانغي وتحديدا في أحد الأحياء التجارية حيث توجد محال يمتلك غالبيتها سكان مسلمون.
وشهدت هذه المحال التجارية، المختصة في بيع الأغذية والهواتف وقطع غيار السيارات وغيرها، في الآونة الأخيرة هجمات متكررة من قبل المليشيات المسيحية التي قامت بأعمال سطو ونهب مما دفع شبابا من المسلمين إلى الرد مدعومين بعدد من مقاتلي حركة سيليكا.
وسمعت في الليلة الماضية أصوات إطلاق نار في منطقة مسكين التي ينتشر فيها جنود فرنسيون وآخرون تابعون للمهمة الأفريقية.
منظمة العفو الدولية
وقال شهود عيان إن مسلحين ينتمون لمليشيات مسيحية قتلوا سياسيا مسلما الجمعة، بينما اتهمت منظمة العفو الدولية القوات الفرنسية والأفريقية بالتقصير في حماية المسلمين من الهجمات الدموية للمليشيات المسيحية.
وأكدت المنظمة أن تلك المليشيات قتلت مؤخرا نحو خمسين مسلما في قرية بوسومبيلي، مشيرة إلى العثور على 25 جثة داخل أحد المساجد، و18 جثة أخرى متناثرة في الشوارع القريبة.
ويشار إلى أن الرئيسة المؤقتة لجمهورية أفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا أدت الخميس اليمين الدستورية أمام أعضاء المحكمة الدستورية في بانغي.
وانتخب المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان المؤقت) الاثنين الماضي بانزا خلفا للرئيس المكلف ألكسندر فردينان نغيندت الذي تولى مهامه بتكليف من المحكمة الدستورية خلفا للرئيس المستقيل ميشيل جوتوديا.
وانزلقت أفريقيا الوسطى إلى الفوضى بعد سيطرة متمردي حركة سيليكا -ومعظمهم من المسلمين- على السلطة بعد الإطاحة بنظام الرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس/آذار الماضي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات القتلى وتشريد مئات الآلاف في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4.5 ملايين نسمة.