منتدى العالم
حذر قائد رفيع المستوى في جهاز الشرطة البريطاني السبت المواطنين البريطانيين الذين يتطوعون لمساعدة المعارضة السورية المسلحة والفصائل التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد، من أنهم سيواجهون الاعتقال لدى عودتهم إلى البلاد، واصفا إياهم بأنهم قد يمثلون خطرا أمنيا على بريطانيا.
وقال رئيس رابطة كبار ضباط الشرطة بيتر فاهي إن هناك 'بواعث قلق كبيرة' إزاء مشاركة بريطانيين -ومنهم عدد كبير من الشبان- في القتال في سوريا وتطرفهم على أيدي من وصفهم بإسلاميين متشددين.
واعتقلت الشرطة البريطانية بالفعل 16 شخصا في هذا الإطار الشهر الجاري، للاشتباه في ارتكابهم أعمالا في سوريا تندرج تحت بند 'الإرهاب' بحسب تفسير السلطات للقانون. يذكر أن بعض الذين تم إلقاء القبض عليهم لم يتجاوز عمرهم 17 عاما، بينما اعتقلت 24 شخصا فقط خلال عام 2013.
وقال فاهي لراديو هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' إن ثمة 'قلقا حقيقيا إزاء أولئك الذين قد ينضمون إلى الفكر المتطرف والذين ربما انضموا إلى معسكرات لتدريب الإرهابيين'.
وأضاف 'اعتقلنا عددا لا بأس به من الأشخاص لأننا واضحون جدا جدا تجاه ما سوف يحدث'.
وتفيد تقارير بأن معظم البريطانيين الذين شاركوا في هجمات في بريطانيا -ومنهم الأربعة الذين نفذوا تفجيرات لندن عام 2005- تلقوا تدريبات في معسكرات في دول مثل أفغانستان وباكستان.
وقال متحدث باسم شرطة لندن إن معظم البريطانيين الشبان الذين ذهبوا إلى سوريا رجال لكن هناك بعض السيدات.
اعتقال طالبة جامعية
ووجهت السلطات الأسبوع الماضي الاتهام رسميا لأول امرأة بريطانية فيما يتعلق بارتكاب جرائم في سوريا من وجهة نظر السلطات البريطانية، حيث اعتقلت نوال مسعد
(26 عاما) -وهي طالبة جامعية- لدى هبوطها في مطار هيثرو، واتهمت بمحاولة تهريب عشرين ألف يورو لمقاتلين في سوريا.
ورفضت مسعد الرد على التهم الموجهة إليها أمام المحكمة، فأبقت عليها الشرطة رهن الاحتجاز حتى 31 يناير/كانون الثاني الجاري.
من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة في لندن وويست يوركشاير في شمال إنجلترا في وقت سابق هذا الشهر فتاتين تبلغان من العمر 17 عاما أثناء محاولتهما مغادرة بريطانيا، وجرى استجوابهما لعدة أيام قبل الإفراج عنهما دون توجيه أي اتهام.
وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة البريطانية لندن إن 'الأشخاص الذين يتدربون في معسكرات تدريب الإرهابيين أو يقاتلون في مناطق الحرب يشكلون أكبر بواعث قلقنا عندما يعودون إلى المملكة المتحدة كإرهابيين. هم يمثلون تهديدا محتملا للمصالح البريطانية في الخارج والداخل'.
وتشير التقديرات الأمنية إلى أن ما يصل إلى خمسمائة بريطاني موجودون في سوريا أو كانوا هناك وعادوا، ويشمل هذا العدد أولئك الذين يشاركون في جهود الإغاثة أو الجهود الإنسانية.
جدير بالذكر أن تعديلات قد أدخلت على قانون بريطاني العام الماضي جعلت من الأسهل على الحكومة مصادرة جواز سفر أي شخص تعتبر أنشطته 'الفعلية أو المشتبه بها' تتعارض مع المصلحة العامة.
-جميع الحقوق محفوظة-